لماذا الاحتقان الشعبي الحالي لا يولد حراكًا كما في عهود مبارك وعبد الناصر والسادات؟

by JurnalWarga.com 84 views
Iklan Headers

مقدمة

يا جماعة، السؤال ده مهم جداً وبيطرح نفسه بقوة في الشارع المصري والعربي. ليه دلوقتي، مع كل المشاكل والتحديات اللي بنواجهها، مش بنشوف نفس ردود الفعل الشعبية اللي شفناها في فترات تاريخية سابقة زي عهد مبارك، عبد الناصر، والسادات؟ الإجابة على السؤال ده معقدة ومتشعبة، ومحتاجة مننا تحليل دقيق وواقعي للأوضاع الحالية ومقارنتها بالفترات اللي ذكرناها. في المقال ده، هنحاول نفهم الأسباب اللي بتخلي الاحتقان الشعبي موجود لكن مش بيتحول لزلزال زي زمان. هنستعرض معاكم العوامل السياسية، الاقتصادية، والاجتماعية اللي بتلعب دور في المشهد الحالي، وكمان هنقارن بين الظروف اللي كنا فيها زمان والظروف اللي بنمر بيها دلوقتي.

الاحتقان الشعبي: نظرة عامة

خلينا الأول نتفق إن الاحتقان الشعبي موجود وبقوة. كلنا شايفين وملمسين حجم الغضب والإحباط المتراكم عند الناس. الأسعار نار، والبطالة بتزيد، والخدمات الأساسية زي الصحة والتعليم مش في أحسن حال. ده غير القيود المفروضة على الحريات العامة والتعبير عن الرأي. كل دي عوامل بتساهم في زيادة الاحتقان. بس السؤال هو: ليه الاحتقان ده مش بيترجم لحراك شعبي واسع النطاق زي ما حصل في الماضي؟ عشان نفهم ده، لازم نرجع بالذاكرة ونشوف إيه اللي كان بيحصل زمان وإيه اللي اختلف دلوقتي.

فترات مبارك وعبد الناصر والسادات: نظرة مقارنة

  • فترة مبارك: قبل ثورة 2011، كان فيه غضب شعبي متراكم نتيجة للفساد والظلم وتدهور الأوضاع الاقتصادية. صحيح إن كان فيه حراك سياسي واجتماعي، لكن كان محدود ونخبوي إلى حد كبير. الشرطة كانت بتتعامل بقوة مع أي تحرك معارض، والإعلام كان خاضع لسيطرة الدولة. بس في نفس الوقت، كان فيه مساحة من الحرية النسبية، وكان فيه قنوات معارضة ومنظمات مجتمع مدني بتقوم بدورها في التعبير عن هموم الناس. الشرارة اللي فجرت الأوضاع كانت حادثة مقتل الشاب خالد سعيد، اللي أثارت غضب واسع النطاق ودفعت الناس للنزول للشوارع.
  • فترة عبد الناصر: كانت فترة عبد الناصر فترة مختلفة تماماً. كان فيه التفاف شعبي كبير حول الزعيم والقومية العربية. صحيح إن كان فيه تضييق على الحريات، لكن كان فيه عدالة اجتماعية ومشاريع تنموية بتحسن مستوى معيشة الناس. كمان، كان فيه حالة من الفخر الوطني بعد تأميم قناة السويس والانتصارات اللي حققتها مصر في مواجهة الاستعمار. النكسة سنة 1967 كانت صدمة كبيرة، لكن الناس استمرت في دعم عبد الناصر إيماناً منها بمشروعه الوطني.
  • فترة السادات: السادات جه بعد عبد الناصر بسياسات مختلفة تماماً. الانفتاح الاقتصادي والتحول نحو الغرب أثار غضب قطاعات واسعة من الشعب، خاصةً مع تزايد الفوارق الاجتماعية وتدهور الأوضاع المعيشية للفقراء. الانتفاضة الشعبية اللي حصلت في يناير 1977 كانت دليل على حجم الغضب الشعبي من سياسات السادات. صحيح إن السادات قدر يسيطر على الأوضاع، لكن الاغتيال بتاعه سنة 1981 كان نتيجة طبيعية للاحتقان السياسي والاجتماعي.

الأسباب اللي بتخلي الاحتقان الشعبي مش بيتحول لحراك

دلوقتي، خلينا نشوف إيه الأسباب اللي بتخلي الاحتقان الشعبي مش بيتحول لحراك زي ما حصل في الفترات اللي فاتت:

  1. الخوف من القمع: ده سبب رئيسي ومهم جداً. الناس خايفة من رد فعل الدولة العنيف تجاه أي تحرك معارض. الأحداث اللي حصلت بعد 2013، والقبضة الأمنية المشددة، خلت الناس تفكر ألف مرة قبل ما تنزل الشارع أو تعبر عن رأيها بصراحة. الخوف ده مشروع، خاصةً مع وجود قوانين بتجرم التظاهر والتعبير عن الرأي.
  2. الإحباط واليأس: كثير من الناس فقدوا الأمل في التغيير. تجربة ثورة 2011، وما تلاها من أحداث، خلت ناس كتير تحس إن التغيير مستحيل أو إنه هيجيب نتيجة عكسية. الإحباط ده بيخلي الناس تفضل السكوت على المخاطرة والمشاركة في أي تحرك.
  3. تشتت المعارضة: المعارضة السياسية في مصر ضعيفة ومتشتتة. مفيش قيادة موحدة أو رؤية واضحة للتغيير، وده بيصعب على الناس التجمع والتحرك بشكل منظم. غياب البديل القادر على قيادة المرحلة بيخلي الناس مترددة في المشاركة.
  4. الوضع الاقتصادي الصعب: صحيح إن الوضع الاقتصادي بيساهم في زيادة الاحتقان، لكنه في نفس الوقت ممكن يخلي الناس تركز على توفير احتياجاتها الأساسية وتتجنب أي مشاكل ممكن تعطل حياتها. الفقر والبطالة بيخلوا الناس تفكر في لقمة العيش قبل أي حاجة تانية.
  5. الإعلام: الإعلام الرسمي والإعلام الموالي للدولة بيصور الأوضاع بصورة وردية وبيقلل من حجم المشاكل. كمان، بيتم تصوير أي معارضة على إنها تهديد للأمن القومي ومحاولة لزعزعة الاستقرار. ده بيأثر على الرأي العام وبيخلي الناس تتردد في تصديق أي معلومات مخالفة للرواية الرسمية.
  6. التدخلات الخارجية: التدخلات الخارجية في شؤون المنطقة، والصراعات الإقليمية، بتخلي الناس تخاف من الفوضى وعدم الاستقرار. الناس بتشوف اللي بيحصل في دول تانية زي سوريا وليبيا واليمن، وده بيخليها تفضل الوضع القائم على أي مغامرة ممكن تجيب نتيجة أسوأ.

هل ده معناه إن الاحتقان هيستمر للأبد؟

الإجابة قطعاً لأ. التاريخ بيقول إن الأوضاع مش بتفضل على حالها للأبد. الاحتقان المتراكم لازم هيوصل لمرحلة الانفجار في وقت ما. السؤال مش هو هل هيحصل تغيير ولا لأ، السؤال هو إمتى وإزاي هيحصل التغيير ده. عشان التغيير يكون إيجابي ومثمر، لازم المعارضة تتوحد وتشتغل على بناء رؤية واضحة للمستقبل، ولازم الناس تستعيد ثقتها في قدرتها على التغيير، والأهم من ده كله، لازم يكون فيه ضمانات لحماية الحريات وحقوق الإنسان.

الخلاصة

يا جماعة، الاحتقان الشعبي موجود وبقوة، لكن الأسباب اللي ذكرناها بتخلي الاحتقان ده مش بيتحول لحراك زي زمان. الخوف، الإحباط، تشتت المعارضة، الوضع الاقتصادي، الإعلام، والتدخلات الخارجية، كلها عوامل بتلعب دور في المشهد الحالي. بس ده مش معناه إن الأوضاع هتفضل كده للأبد. التغيير قادم لا محالة، والسؤال هو إزاي هنقدر نوجه التغيير ده في الاتجاه الصحيح عشان نبني مستقبل أفضل لينا ولأولادنا.

أتمنى إن المقال ده يكون ساهم في فهم الأوضاع بشكل أوضح. الموضوع معقد، ومحتاج مننا تفكير وتحليل مستمر عشان نقدر نتعامل مع التحديات اللي بنواجهها.